بحر هيله
إنّها البداية،
سقوطٌ فوق الماء،
سَكَرٌ من توهّج الرغبة للتمدّد فوقه.
أوروبا في المساء
وفي نهاية المسير عبر الليل آسيا.
ثمّ يحوم في الرأس: كلّ ماحصل قد حصل بلا عناء،
ما حصل من دون جرّ الأقدام والرؤوس حتى هنا،
خاطئ.
هنا، حيث البقيّةُ بلا بداية وبلا هناك.
كل شيء كان خطأ يا هيله*،
كلّ ما هسمتِ لي به.
حتى كلمة كولخيس* ستكون خطأ،
إذا لم يرافق ذكرها
مذاق لحم خروف ذُبح اللحظة،
أُكِلَ منه هنا على صحون منفردة
ذات حواف ذهبيّة (هل أكلنا مرّةً من شيء
لم يكن قد حُضّر مسبقاً وقدّمَه خادمٌ؟).
هيله، أنت ترعَين أفكارك
حول بلاد القوقاز
على قاع البحر الخالي من الضوء،
ثمّ تهمسين
بين انحناءتي قرنيّ الكبش*:
كولخيس كولخيس.
أنت تقولين كولخيس،
ألا ترين،
هذا يستدرجه!
كلّ شيءٍ خطأٌ ياهيله
لاشيءَ يشدّ انتباه الكبش.
هما فخذايَ، وحدهما فخذاي،
اللذان ضغطا على خاصرتيه.
لو عدتِ ثانيةً من البحر،
من الموت مرّة ثانية،
لقلتِ: قوقاز
بدلاً من كولخيس.
ولقلتِ منغراليا* وسفانيتيا* وبوتي*
ولن يطول بك الكلام
حول جلد الخروف
حين تقولين: انظر
كيف يلمع صوفه
ذهبيّاً تحت أشعة شمس العصر.
بل ستقولين: انظر
كيف يسلخون ذلك الجلد،
كيف يخنقه
بَهاؤه!
ستقولين ياهيله: انظر!
وبحيويّة تتفوّهين مكرّرةً:
كلّ ماقيل لا يفي بالغرض
لأنّ الجلد الصّوفيّ يجعل المرء جشعاً
كما تَهِبُ الشواطئُ الوعرةُ
أوروبا نومَها الهادئ.
بالسفن يسير الإغريق
على البحر،
البحرالذي تنام تحته أختكَ هيله.
على ذلك القاع المعتم ترقد
بحذاء رياضة وسترة ذات قبّعة
وسكيّن جيب،
لا يصدّق أحد
أنّ لمثلها مثل ذلك الحدّ.
على الإغريق أن يسافروا
فوق ذلك الحدّ،
وفي الأعالي، فوق كلّ ذلك
يطير أخي على ظهر الكبش.
طيرانُه سريعٌ مثل نومي،
إذ نترك خلفنا الخوف صغيراً ومقرفصاً
في أسرّةِ طفولتنا.
وحين كبرنا شبّكتُ يديّ حزاماً حول خصر أخي
إبزيمُ الحزام أصابعي، ابيضّت من شدة الخوف،
حتى لحظة انفكاكي عنه، إذ سقطتُ وغرقت.
لقد كان موتي أسرع
من حدوث أيّ خطأ
وأسرع من نظرة أخي المندهشة:
هيله في القاع،
أين أنتٍ الآن وأين آراؤكِ حول كولخيس؟
هل هذا قبر الاحتمالات الممكنة؟
فلقد تحلّل جسدُكِ ولم يتمزّق،
لأنّ آسيا لم تتمدّد يوماً في رأسك،
وآرائي تبعثرت مجدبةً على سطح البحر،
حيث أوروبا عند قدميّ وآسيا في الرأس
إنّها النهاية يا هيله،
أنا مستمرّ في الحياة وأنت سوف تبقين ميتة.
Übersetzung: Wahid Nader